سجود السَّهوْ سجود السهو هو عبارة عن سجدتين يقوم بهما المصلي إذا زاد في صلاته، أو أنقص منها، أو شكَّ في شيءٍ في تمامها، وأما بالنسبة لما يقوله في السَّجدتين، فلم يأتِ شيءٌ يُذكر في ذلك إلا أن يقول كما يقول في السجود العادي في الصَّلاة، وهو (سبحان ربي الأعلى).
أسباب سجود السَّهو وموضعه
- الشَّك في عدد ركعات الصَّلاة: إذا شكَّ المُصلِّي بعدد الركعات التي قام بها هل هي ثلاث ركعات أم أربع، عندها يتوجَّب عليه البناء على اليقين إذا لم يستطع الترجيح في ذلك، والبناء على اليقين، وهو اعتبار العدد الأقل بالرَّكعات، وهي ثلاث، ثم يُتم الرابعة، وفي النهاية يسجد سجدتي السَّهو قبل السلام، وذلك لحديث سعيد الخدري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شكَّ أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً، فليطرح الشَّك وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم" رواه مسلم.
- في حال زيادة ركن أو واجب: إذا زاد المصلي ركناً من أركان الصَّلاة، كالقيام أو الركوع، أو السجود، أو الجلوس ناسياً فلها حالتان:
- الحالة الأولى: أنه أثناء قيامه بالزيادة، كمن زاد تشهداً وما زال يقوم بهذا التشهُّد، فعليه التوقف عن هذا الفعل وإتمام صلاته، ثم يسجد سجدتي السَّهو بعد السَّلام، ثم يسلِّم مرة أخرى.
- الحالة الثانية: أنه أتمَّ التشهد الزائد لآخره، فليس عليه شيء إلا القيام بسجدتي السَّهو بعد السَّلام، ثم يُسلِّم مرةً أخرى.
- في حال ترك التَّشهُّد الأول: إذا نسي المصلي التَّشهُّد الأول فلها ثلاث حالات:
- الحالة الأولى: أنه نسي التشهد الأول وقام قياماً كاملاً مستقراً، فهنا لا يجوز له العودة للتشهد، لأنه استقرَّ قائماً، والقيام ركن، والتشهد الأول واجب، حيث إن القيام أولى من الواجب، ولذلك فعليه أن يكمل صلاته بشكلٍ عادي، ثم يسجد سجدتين قبل السلام.
- الحالة الثانية: أنه نسي التشهد الأول وقام، ولكنه تذكَّر قبل أن يستقيم أو يستقرَّ بقيامه بشكلٍ كامل، فهنا يرجع للجلوس ويقرأ التشهد، ثم يتم صلاته، ثم يسجد سجدتين قبل السلام.
- الحالة الثالثة: أنه همَّ بالقيام، ولكن تذكَّر قبل أن تفارق فخذاه ساقيه، فهنا يستقر بالجلوس ويأتي بالتهشد، وليس عليه سجود سهو في هذه الحالة.
- في حال ترك الأركان أثناء الصلاة: إذا نسي المصلي ركناً من الأركان أثناء الصلاة قبل التسليم غير تكبيرة الإحرام، لأنه من دونها لن تنعقد الصلاة، وهنا لها حالتان:
- الحالة الأولى: إذا تذكر المصلي أنه نسي ركناً وكان ما زال في نفس تلك الرَّكعة، مثلاً: نسي قراءة الفاتحة أثناء قيامه بالركوع، فهنا عليه ترك الركوع وما بعده، ويرجع قائماً لقراءة الفاتحة، ثمَّ يتم الصلاة كالعادة، ويسجد سجدتين بعد السلام من الصلاة.
- الحالة الثانية: إذا أتمَّ المصلي الركعة وبدأ بالركعة الثانية، وفي أثناء أدائه للركعة الثانية تذكر أنه نسي ركناً في الركعة الأولى، فإنه في هذه الحالة يلغي الرَّكعة التي نسي بها الركن ويتم صلاته، كمن لو نسي السجود في الركعة الأولى، وتذكر ذلك عندما أصبح في الركعة الثانية، فهنا يحسب الركعة الأولى ملغية، وتكون الركعة الثانية مكان الركعة الأولى، فيُتمَّ صلاته ويأتي بسجدتين بعد السلام.
- في حالة السَّلام قبل إتمام الصلاة: إذا تذكَّر المصلي أنه نسي ركعةً بعد ما أن سلَّم من الصلاة، فهنا عليه أن يقوم ويأتي بالركعة الناقصة، ثم يقرأ التشهد الأخير مرةً أخرى، ثم يسلم، ثم يسجد سجدتين ويسلم.